دُعاة الفضيلة
دُعاة الفضيلة و رجال الدين كما يسمونَ أنفسهم أصبحوا يسترزقون على جهلِ العامة و هم منذ زمن طويل يستغلونَ العامة و يسترزقونَ من ورائهم ، فأصبح الدعاء من شيخ ما لشخص بالشفاء يقدر بالمال فهذا الشيخ الفضيل دعوتهُ مستجابة و لن تنزل السماء و لكن لا مشكلة إن تأخرت فكل تأخيرة توجد فيها خيرة كما يقال وكأن هذا الشيخ يختلف عن بقية الناس و كأن له نوع من العصمة أو نوع من التفضيل على بقية العباد و كل هذا بسبب عملهِ الصالح ، أنا متأكد أن أخذ المال من العباد هو يعتبر أيضًا من العمل الصالح ..!!و الدعوة لله أيضًا أصبحت تقدر بالمال فأي مجلس يدعوا أحد الشيوخ عليه أن يدفع له مبلغ من المال لقاء خدماتهِ الطاهرة و حديثه المقدس و روحهِ الطاهرة في هذا المجلس الكريم وكأن دعوته لله ليست إحدى واجباته كونه يعتبر نفسه رجل دين و كأنه أيضًا نسيَ حديثه عن الزهد بالدنيا و ترك هذه الدنيا فهيَ دنيا الغرور و لكن لا تنفك تراه يلهث وراء هذهِ الدنيا أكثر من أي شخص أخر و في خُطبهِ تجده لا ينفك عن أمر الناس بالإستغفارِ و التوبة و الإبتعاد عن هذه الدنيا الفانية و الرغبة بلقاءِ وجهِ الله بالعمل الصالح ، غريب و ماذا عن المال الذي يأخذه من هؤلاء المساكين ألاينبغي عليه أيضًا أن يتقي وجه الله بالعمل الصالح و ماهو أفضل من دعوة الناس لله سبحانه و تعالى بالكلمة الطيبة من غيرِ أي مقابل ...
يبدو أن دعاة الفضيلة يعشقونَ الدنيا أكثر من البقية أو هذا ما يبدو ، عندما ترى أحد هؤلاء الدعاة يمتلك أحدث السيارات الفارهة و أفخم المنازل و لديه من العقارات و الأراضي ما لا حصر له ...
لكن هُناكَ نوعٌ أخر من دعاة الفضيلة أيضًا نوعٌ أذكى بكثير من هؤلاء ، فهذا النوع هوَ من يدعي الزهد و التقوى و هو يمتلك الكلمة ، هذا النوع هوَ من يستحدث الأحكام الشرعية في كل حين فما كانَ حرام يصبح مكروهًا أو مباحًا حتى ، فقط لغايةٍ في نفسِ يعقوب كما يقال ، فقد تكون مصلحته الشخصية تتطلب هذا النوع من الإستحداث أو أن سلطانهُ يرغب بذلك لمصلحتهِ الشخصية ، لكنه يعمل في الخفاء لنيلِ رضاه ، فهذا النوع من الأشخاص تراه يدعي الزهد و التقوى و من الممكن أن لا يقابل الأخرين حتى فتراه منغلق على نفسه و شغله الشاغل هو إصدار الفتاوى للناس و على الناس السمع و الطاعة فهذا شيخٌ كريم و مايقوله بالتأكيد صحيح إنظر إليه يقضي جل وقته بالقراءةِ و الكتابة ، و بالتالي فهذا الشيخ العظيم يمتلك الأن المكانة الإجتماعية العظيمة بين الناس و يمتلك الكلمة و أي شيء يقوله فعلى الناس السمع و الطاعة لذلك هُم أذكى من دُعاة الفضيلة المُتباهين ...
دائمًا دعاة الفضيلة ما يحاربونَ كُل جديد من غير حتى النظر فيه و كأن الدين عندهم هوَ عاداتٌ و تقاليد لا يمكن لها أن تتغير هيَ فقط تُاخذ كما هيَ من غير أي تفكيرٍ فيها أو حتى تدبير أو مراعاة للفارق الزمني و الموقع الجغرافي ..!!
الأمر وصل حتى أنهم يستحدثونَ مناسباتٍ دينية ليست موجودة في الأساس فقط طلبًا للرزق أو تفرقة لشمل الأمة ، فهيَ من جهه تؤدي إلى فتح مجالس تتحدث عن هذه المناسبات بالتالي هُناك دُعاة سوف يتلقونَ قدرًا من المال أو أنهم سوف يفرقون شمل الأمة بخصوص هذه المناسبة بينَ معارضين و مؤيد لها بالتالي سوف ينقسم الناس فمنهم من هوَ مع هذا الداعية و منهم لا و بالتالي يكتسب مكانة إجتماعية عظيمة بين جماعته ...!!
الناس سوف تستمر في تصديق دُعاة الفضيلة هؤلاء لكن كلما إتضح لهم زيف داعية ما ذهبوا للأخر و كأنهم لا يستطيعون العيش في هذهِ الحياة من غير داعية يدعوا لهم ، الناس غالبًا ما كانوا كُسالى فهم ليس لديهم الوقت لقراءة بعض الكتب عن دينهم فهم يُفضلون أخذ الأحكام جاهزة هكذا تعودوا فلماذا يُتعبونَ أنفسهم بالتفكير و هناك أشخاص غيرهم يفكرون ، و هكذا يستغل دُعاة الفضيلة جهل الناس..!!!
كلمة أخيرة و أعتقد أنها لن تُطبق لكن ينبغي عليَ أن أقولها و هيَ إقرأ و فكر و لو قليلًا و أنتَ تقرأ و تأكد أن الناس ليست سواسية و أن الإختلاف بالرأي طبيعي حتى في الدين و أن لكل شخص وجهة نظر في أمرٍ ما عليكَ تقبلها و هكذا تتطور الأمة عندما نكمل أراء بعض و نتفق أننا نختلف في تفكيرنا .
هاشم صالح...