Wednesday 2 April 2014

دُعاة الفضيلة

دُعاة الفضيلة

دُعاة الفضيلة و رجال الدين كما يسمونَ أنفسهم أصبحوا يسترزقون على جهلِ العامة و هم منذ زمن طويل يستغلونَ العامة و يسترزقونَ من ورائهم ، فأصبح الدعاء من شيخ ما لشخص بالشفاء يقدر بالمال فهذا الشيخ الفضيل دعوتهُ مستجابة و لن تنزل السماء و لكن لا مشكلة إن تأخرت فكل تأخيرة توجد فيها خيرة كما يقال وكأن هذا الشيخ يختلف عن بقية الناس و كأن له نوع من العصمة أو نوع من التفضيل على بقية العباد و كل هذا بسبب عملهِ الصالح ، أنا متأكد أن أخذ المال من العباد هو يعتبر أيضًا من العمل الصالح ..!!
و الدعوة لله أيضًا أصبحت تقدر بالمال فأي مجلس يدعوا أحد الشيوخ عليه أن يدفع له مبلغ من المال لقاء خدماتهِ الطاهرة و حديثه المقدس و روحهِ الطاهرة في هذا المجلس الكريم وكأن دعوته لله ليست إحدى واجباته كونه يعتبر نفسه رجل دين و كأنه أيضًا نسيَ حديثه عن الزهد بالدنيا و ترك هذه الدنيا فهيَ دنيا الغرور و لكن لا تنفك تراه يلهث وراء هذهِ الدنيا أكثر من أي شخص أخر و في خُطبهِ تجده لا ينفك عن أمر الناس بالإستغفارِ و التوبة و الإبتعاد عن هذه الدنيا الفانية و الرغبة بلقاءِ وجهِ الله بالعمل الصالح ، غريب و ماذا عن المال الذي يأخذه من هؤلاء المساكين ألاينبغي عليه أيضًا أن يتقي وجه الله بالعمل الصالح و ماهو أفضل من دعوة الناس لله سبحانه و تعالى بالكلمة الطيبة من غيرِ أي مقابل ...
يبدو أن دعاة الفضيلة يعشقونَ الدنيا أكثر من البقية أو هذا ما يبدو ، عندما ترى أحد هؤلاء الدعاة يمتلك أحدث السيارات الفارهة و أفخم المنازل و لديه من العقارات و الأراضي ما لا حصر له ...
لكن هُناكَ نوعٌ أخر من دعاة الفضيلة أيضًا نوعٌ أذكى بكثير من هؤلاء ، فهذا النوع هوَ من يدعي الزهد و التقوى و هو يمتلك الكلمة ، هذا النوع هوَ من يستحدث الأحكام الشرعية في كل حين فما كانَ حرام يصبح مكروهًا أو مباحًا حتى ، فقط لغايةٍ في نفسِ يعقوب كما يقال ، فقد تكون مصلحته الشخصية تتطلب هذا النوع من الإستحداث أو أن سلطانهُ يرغب بذلك لمصلحتهِ الشخصية ، لكنه يعمل في الخفاء لنيلِ رضاه ، فهذا النوع من الأشخاص تراه يدعي الزهد و التقوى و من الممكن أن لا يقابل الأخرين حتى فتراه منغلق على نفسه و شغله الشاغل هو إصدار الفتاوى للناس و على الناس السمع و الطاعة فهذا شيخٌ كريم و مايقوله بالتأكيد صحيح إنظر إليه يقضي جل وقته بالقراءةِ و الكتابة ، و بالتالي فهذا الشيخ العظيم يمتلك الأن المكانة الإجتماعية العظيمة بين الناس و يمتلك الكلمة و أي شيء يقوله فعلى الناس السمع و الطاعة لذلك هُم أذكى من دُعاة الفضيلة المُتباهين ...
دائمًا دعاة الفضيلة ما يحاربونَ كُل جديد من غير حتى النظر فيه و كأن الدين عندهم هوَ عاداتٌ و تقاليد لا يمكن لها أن تتغير هيَ فقط تُاخذ كما هيَ من غير أي تفكيرٍ فيها أو حتى تدبير أو مراعاة للفارق الزمني و الموقع الجغرافي ..!!
الأمر وصل حتى أنهم يستحدثونَ مناسباتٍ دينية ليست موجودة في الأساس فقط طلبًا للرزق أو تفرقة لشمل الأمة ، فهيَ من جهه تؤدي إلى فتح مجالس تتحدث عن هذه المناسبات بالتالي هُناك دُعاة سوف يتلقونَ قدرًا من المال أو أنهم سوف يفرقون شمل الأمة بخصوص هذه المناسبة بينَ معارضين و مؤيد لها بالتالي سوف ينقسم الناس فمنهم من هوَ مع هذا الداعية و منهم لا و بالتالي يكتسب مكانة إجتماعية عظيمة بين جماعته ...!!
الناس سوف تستمر في تصديق دُعاة الفضيلة هؤلاء لكن كلما إتضح لهم زيف داعية ما ذهبوا للأخر و كأنهم لا يستطيعون العيش في هذهِ الحياة من غير داعية يدعوا لهم ، الناس غالبًا ما كانوا كُسالى فهم ليس لديهم الوقت لقراءة بعض الكتب عن دينهم فهم يُفضلون أخذ الأحكام جاهزة هكذا تعودوا فلماذا يُتعبونَ أنفسهم بالتفكير و هناك أشخاص غيرهم يفكرون ، و هكذا يستغل دُعاة الفضيلة جهل الناس..!!!
كلمة أخيرة و أعتقد أنها لن تُطبق لكن ينبغي عليَ أن أقولها و هيَ إقرأ و فكر و لو قليلًا و أنتَ تقرأ و تأكد أن الناس ليست سواسية و أن الإختلاف بالرأي طبيعي حتى في الدين و أن لكل شخص وجهة نظر في أمرٍ ما عليكَ  تقبلها و هكذا تتطور الأمة عندما نكمل أراء بعض و نتفق أننا نختلف في تفكيرنا .

هاشم صالح...