Sunday 24 February 2013

واقع الحب في بلادي



بسم الله الرحمن الرحيم
واقع الحُب في بلادي...
في بداية الحديث عن هذا الأمر قد نتطرق إلى أمور كثيرة...
الحُب في السعودية هوَ أمر أصبحت تُمقتهُ أغلب الفتيات حيثُ يبدأ بأولِ كلمة تنطقُ بها الفتاة و يقع في غرامِها هذا الشاب بمجرد قولِها "هلا" و تُصبح معشوقتهُ الأبدية و يتغزلُ بِها ليلًا نهارًا.
في البداية إذا أردت تحليلًا منطقيًا لهذا ينبغي عليك سؤالُ نفسك هذا السؤال...
ما الذي دفعَ هذا الشاب لقول كلمة أحبُكِ لفتاةٍ لا يعرفُها بتاتًا و لم يرَها في الحقيقة ؟
في مجتمعٍ كـ المُجتمعِ السعودي يأخذُ عاداته و تقاليده فوقَ الدين هذا ما يحدُث ، ربما تظن أنَ لا علاقةَ لهذا بذاك لكن سوفَ أتيكَ بالحديث...
في المجتمعِ السعودي الفتاة لا تخرجُ بالحجاب الإسلامي اليسير و إنما تخرجُ بالحجاب الإسلامي المُتشدد و كثيرًا حيثُ أنَ الحجاب الإسلامي يأمرُ بستر كاملِ الجسد ما عدا منطقةَ الوجهِ و الكفين في حين انهُ في المجتمع السعودي المرأة السعودية عندما تمشي بشارع وكأنها كُتلة من السواد لا يُبانَ منها أيُ شيء البعض يتصور أنَ هذا ستر و هذا أمرٌ جيد لكن في وجهةِ نظري بالتأكيدِ لا فـ دينُ الإسلامِ دينُ يُسرٍ و ليسَ دينُ عُسر و الأنثى في بلادنا مُجبرة على تغطيةِ و جهِها و ليست مُخيرة أيضًا ...
نتيجةً لذلك الشاب السعودي لم يرى فتاةً قط غيرِ أمهِ و أخواته و أنا أقصد طبعًا بالطريقة الشرعية حيث إن خرجَ إلى الشارع لا يرى سوى سوادٍ يمشي على  قدمين ...
في عالم الإنترنت أتاحَ هذا العالم الإفتراضي لشاب السعودي بالتواصل مع الجنسِ الأخر و كأنَ الجنسَ الأخر كانَ يعيش في كوكبِ الزُهرةِ فعلًا بالتالي يتعرفَ الشابُ عن الفتاة عن طريقِ هذا العالمِ الإفتراضي و يكتشفُ أمورًا تجعلهُ مُعجبًا بِها و أقولُ مُعجبًا لأنها أولَ فتاةٍ يتحدثُ إليها فعلًا يخوض التجارُبَ هذا الشاب و في كُلِ مرة يتعرفُ على فتاةٍ يُعجبُ بِها كونهُ يُعاني من نقصٍ فعلي بالإهتمام و الإهتمام لا يقتصرُ على الأختِ أو الأم الأنسان دائمًا يحتاجُ للحُبِ و الإهتمام من غيرِ بيئتهِ المعهودة ...
هُنا يتصارعُ تفكير الشاب حيثُ أنهُ في كُلِ مرة يتعرفُ فيها على أنثى من خلالِ هذا العالم يُعجبُ بِها لأنهُ فعلًا لا يعرفُ من صفاتِ الإناث غيرَ أمهِ و أخته بالتالي يتعرفُ على صفاتٍ جديدة و مشكلةُ نقصِ الإهتمام لديه في أنه عندَ حديثهِ  مع أيِ أنثى يُشعرُ وكأنهُ بطلُها المُختار وكأنهُ قيسٌ في إنتظارِ ليلى يقولُ لها أحبُكِ بتهور و لا يعي هذهِ الكلمة لانهُ يُعاني من نقصٍ بها و فجأة وجدَ الإهتمامَ عندّ هذهِ الفتاة سوفَ ينطقُ بِها من غيرِ تردُد...
في هذا المُجتمع بذات لا يوجد إحتكاك لرجل بالأُنثى حتى في ناحيةِ العمل و السوق فـ العملُ مُقسمٌ رجالٌ و نساء و السوقُ مُخصَصٌ لمن كانَ لديهِ عائلة ، و في الخارج لا يرى أي نساء ...
من هُنا نستنتج أنَ فُرصَ الحُبِ في المجتمعِ السعوديِ شبه معدومة ويأتي التعليل...
الحُب المُتعارف عليهِ أنهُ يأتي صُدفة ، و أيِ صدفةٍ هذهِ التي قد تأتي في مُجتمعٍ يستحيلُ فيهِ أن يُقابلَ الرجُل الأنثى أو حتى الحديثُ معها و ما أتكلم عنهُ من ناحيةٍ شرعية حيثُ أن الدين الإسلامي الذي يعتنقهَ سُكانِ هذهِ البلد لم يمنع هذا الشيء مُطلقًا لكن في العاداتِ السعودية يُمنع خوفًا من حصولِ الشرور و سدً للذرائع ، ألا ترى أنكَ قد أحدثةَ مُشكلةً بغرضِ دفعِ مُشكلة و هذهِ حماقة ، ومن هُنا يتولدُ الهوسُ بالأنثى و حسب المثل المُتعارف عليه " كُلَ ممنوعٍ مرغوب" الأنثى ممنوعة في البلاد ممنوعة من الظهورِ للعلن و كأنها عارٌ على الأمة تُغطي وجهَها تُنزلُ رأسها تنحني عندَ الحديث ، بل البعض قد جعلَ صوتُها عورة ! ، مِسكينةٌ هيَ      الأنثى في بلادي و مِسكينٌ هوَ الرجل...
في الحُبِ السعودي أغلبُ القصص تبدأ بالعالم الإفتراضي و هوَ الأنترنت لأنهُ المُتنفسُ الوحيد لشباب و شابةِ هذا البلدِ بالإلتقاء ، يتعرفُ الشابُ على أكثر من أُنثى و تتعرفُ الانثى على أكثرِ من شاب ، يدعي الشاب أنهُ يحبُ تلكَ الأنثى و هوَ في الحقيقة مُعجبٌ بِها فقط وكيفَ لكَ أن تُحبَ أحد من غيرِ أن تراه ، يريدُ الحصول على تلكَ الفتاة يُريدُ رؤيتِها يريدُ الحصولِ على موعدٍ مع فتاة كـ الأفلامِ الأمريكية يُريدُ قصةَ عشقٍ لا تنتهي ، لكن سُرعانَ ما يتذكر أنهُ يعيشُ في هذا المجتمع حيث العاداتُ و التقاليدُ فوقَ الدين !
يتقابلُ معها في السرِ و كأنهُ يفعلُ أمرً مُنكرًا وكأنهم مجرمين !
بعض الشباب قد يأخذُ هذا الأمر تفريغًا لشهوتهِ الجنسية و لملذاتهِ الحيوانية لكنهم قِلة هُم حقًا قِلة و الكثير لا يُصدقون هذا الكلام لأنهم أنشغلوا بالتركيزِ على أمرٍ سلبيٍ مَقيت نتيجةَ تقابُلِ الرجُلِ بالأنثى أحقًا هذا دائمُ الوقوع أحقًا كُل ما تقابل الرجلُ بالأنثى كانَ الشيطانُ ثلاثُهما !
تتحدثونَ عنهم وكأنهم ليسوا بشر كأنهم حيوانات تبحثُ عن مكانٍ لإفراغِ شهوتِها ، هُم أيضًا لديهم عقل و هذا السبب أيضًا ينتجُ كونَ المجتمع يتداولُ كثيرًا من الأخبارِ السيئة حولَ هذا الموضوع و أنهُ أمرٌ مقيت و أن الفتاة لا ينبغي أن تُقابلَ شابًا أبدًا فإنهِ أمرٌ مُريع يرمونَ لكَ الأمثال بأن هذا الشاب قد ضحكَ على تلكَ الفتاة و فعلَ المُنكر معها و تُصبحُ معقدًا تخشى هذهِ الأمور تخشى الإختلاط تأمرُ أخواتك بأن يُغطوا وجهَهم خشيةً من الوحوشِ البشرية التي تعيمُ الشوارع !
أظنُ لو كانوا يُعاملونهم كـ بشر من الأساس لما ظنوا بأنهم وحوش ...
بعدَ كُلِ هذا عندما يكبرُ الشاب ليتزوج يقول لوالدتهِ أبحثِ لي عن فتاة ، تبحثُ له وتجدُ لهُ أحسنَ فتاةٍ بنظرها و يتزوجها ، من غيرِ أن يعلمَ عنها أيَ شيء و من غيرِ حتى أن يعرِفها و هيَ لا تعرفُ عنهُ أيَ شيء و حتى فترة الخطوبةِ التي يتعرفُ عليها الشابُ بها يكونُ قد عقدَ عليها ، يعني إن كانّ هوَ سيء أو هيَ سيئة لا مفرة من الأمر سوفَ يتزوجون على أيِ حال !
تمرُ الأيام ويُصابُ هذا الزواجُ بخلل و ينتهي بالطلاق و كُل هذا نتيجة عدمِ معرفةِ الشابِ بالفتاة و عدمِ وجودِ فرصة واحدة على أن يتزوج الشابُ من أحبَها بالصُدفة لأنهَ لا توجد صُدفة ولن ترى أيَ فتاةِ في الشارع أو في السوق !
مسكينةٌ هيّ الأنثى هُنا حيثُ في هذا المجتمع يُصبحُ عليها عارٌ بعد أن تطلقت و يتزوجُ الشابُ أخرى و أخرى و أخرى ، و الأنثى لا رغبةَ لأحدٍ بِها !
وكُلُ تلكَ الأمور كانت سدً للذرائع ومنعًا لإنتشارِ الفواحش ، ألا ترى بأنكَ قد جلبتَ مزيدًا من الفواحش بهذه الأفعال !
الحديثُ في مثلِ هذهِ الأمور قد يطول و قد يمتدُ ساعاتٍ و ساعات ، لكني أختصرُ حديثِ بشيء اجعلوا الدينَ في أعيُنكم و انسوا كُل عادةِ و تقليدٍ أعمى ما لم يأمر بهِ دينكم هوَ بالتأكيدِ خطأ و ما أباحهُ ف لا بأسَ فيها و أن في الدينِ قاعدة و هيَ الأصلُ في كُلِ الأمور الإباحة ما لم يصدر دليل على تحريمها و دليل يقبلهُ العقل.

الكاتب/هاشم صالح.