Friday 14 February 2014

تسائُل شرعي ..!

سؤال : إذا كانَ علماء الدين أو رجال الدين قد تقدموا بالفكر ليصبحوا نوابغ من خلال مدارس فكرية منشأها نفس الفكر بالتالي أصبحوا علماء و فقهاء لأنهم نبغوا و نجحوا بهذه المدارس ،،
لكن أوليست هذهِ المدارس تسير على نفس المنهج القديم بالتالي النجاح بها لا ينتج فكرة جديدة أو وعي جديد مجرد أشخاص متفوقين بنفس الفكر و نفس المادة ، أوليس من المفترض أن يكون التفكير فلسفيًا أو دينيًا تفكيرًا حُرًا بعيد عن أي أساسيًات ، لأنه هذه الأساسيات قد تحتمل الخطأ أو الصواب ..
ثانيًا، أن تصنع فكرًا و تطلب من الأخرين النجاحَ فيه بناءَ على نظرايتكَ أنت التي قد تكون صواب أو خطأ بالتالي النجاح في هذا الفكر سوف يكون ملازم لنظرتك أنت فقط ، بمعنى أصح إذا لم تسمح للأخرين بتصحيح نظرياتك فأنت لم تصنع أساسًا جيلًا واعيًا و إذا سمحت لهم بتصحيح نظرايتك ، هذه المدرسة التي بنيتها سوف تسقط بالتأكيد تسقط إذا كانت مبنية على الخطأ و لن تُنسب لك لأنك في الأساس لم تبني شيئًا
ثالثًا، معنى الكلام أنه عندما يتحدث أحد عن عالم الدين الفلاني الجليل و يعطيه تلك الهالة العظيمة من التقديس و التعظيم قد يكون هُناك إحتمال كبير أنهُ لا يستحقُها لأنه في الأساس لم يأتي بشيء جديد هو فقط نجح في مدرسة كانت لها نظريات خاطئة و هو حتى لم يصحح شيء منها و لم يأتي بفكر جديد أو فلسفة جديدة هو فقط جاءَ مؤكدًا نظريات السابقين و مدى صحة نظرياتهم الفلسفية من غير أي نقد أو تفكير حر
مجرد ملاحظة : مؤخرًا أصبحت أستمع للشيوخ التي تحاضر في المساجد أو حلقات التعليم الدينية و التي تحاول نشر الوعي في المجتمع و الرُقي فيه و بالتأكيد بما أن الشباب هم أسوء فئة بالمجتمع .!! كما يقال فأنهم أحيانًا ينصحونَ الشباب للذهاب للمساجد لتعلم العلوم الدينية و لطلب العلم الشرعي ،، هذا كله جيد لكن أن يكون المجتمع بهذا الشكل و أن تكون محاولة توعية المجتمع بهذا الشكل و أن تكون محاولة تطوير المجتمع و ترقية المجتمع بهذا الشكل فهناكَ مشكلة .. لأنه عندما تحاول ترقية المجتمع بهذا الشكل فأنت تخلق جيل وعظي نصائحي يميل لنصح الأخرين و وعظهم و عظًا لا معنى له بالتالي جيلًا بعد جيل ينتج جيل يعظ جيل و لا أحد يستمع ولن يتغير شيء ، هناكَ مشكلة عندما تواجه مشكلة في هذه الدنيا فعليكَ أن تفكر في حلها داخل إطار هذهِ الدنيا ليسَ خارجها
بمعنى أصح عندما تحاول توعية المجتمع فعليكَ أن تبدأ بالأسباب الدنيوية في كيفية توعية المجتمع و أن تترك الأسباب الأخروية الدينية فكل شخص مسؤول عن نفسه في هذا الجانب ...


محاولة تنوير المجتمع تبدأ بك و لكن لا تنتهي عندك عليكَ أن تسعى للتغير و عليكَ أن تواصل التطور ، التعلم من الأخرين ليس عيب و الحديث مع النفس مفيد ، فقط فكر...

هاشم صالح..